ج ٢، ص : ٢٤٤
المفردات :
بِإِذْنِ رَبِّهِمْ بتيسيره وتسهيله وَوَيْلٌ الويل الهلاك والعذاب يَسْتَحِبُّونَ يؤثرونها لمحبتهم لها يَبْغُونَها عِوَجاً يطلبون لها زيغا وميلا.
استفتاح لسورة إبراهيم موافق لأغلب السور المكية التي بدأت بذكر حروف تنطق بمسمياتها هكذا ألف لام. را، وفي السورة ذكر للقرآن وإثبات للتوحيد والبعث، وذكر لبعض القصص.
المعنى :
هذا كتاب أنزلناه إليك يا محمد لتخرج الناس من ظلمات الكفر والجهل والضلالة إلى نور الإيمان والعلم والهداية، أخرج القرآن الكريم بما فيه من أصول الحكم الصحيح السليم، وأسس العمران والحياة الكريمة والمدنية الفاضلة التي هي أمنية الفلاسفة قديما، وحاول الإتيان بها الأنبياء والرسل السابقون، أخرج الناس من الظلمات التي كانت تغشاهم والجهالات والضلالات إلى نور الدين والحق والفضيلة والمجتمع الكامل!.
أخرجتهم يا محمد بدعوتك وهدايتك وبشارتك وإنذارك بأمر اللّه وإذنه وتسهيله وتيسيره ولطفه وتوفيقه، وأسند الفعل إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لأنه الداعي والهادي إلى ذلك، أخرجتهم من الظلمات إلى النور الذي هو صراط اللّه العزيز الحميد، وصراطه شرعه لعباده وطريقه المستقيم الذي لا عوج فيه ولا نقص لأنه صراط العزيز الذي لا يغلب ولا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض، الكامل في استحقاق الحمد والمحمود في الأرض وفي السماء الذي له ما في السموات وما في الأرض ملكا وخلقا وعبيدا وتصريفا قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [الأعراف ١٥٨] ثم توعد من لم يعترف بربوبيته ووصفه بهذه الأوصاف، وكفر بالقرآن والوحى فقال : الويل والهلاك للكافرين الجاحدين.. يولولون ويضجون من العذاب الشديد الذي صاروا فيه، الكافرون الذين يستحبون ويفضلون الحياة الدنيا على الآخرة بل رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وهم عن الآخرة هم عنها غافلون، وهم الذين يصدون عن سبيل اللّه كل من أراد الإسلام، ويصرفونه عنه، ويبغون لسبيل اللّه عوجا وميلا، لموافقة أهوائهم وأغراضهم.


الصفحة التالية
Icon