ج ٢، ص : ٢٤٩
المفردات :
مُرِيبٍ الريب : اضطراب النفس وقلقها فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مبدعهما على أكمل نظام بِسُلْطانٍ مُبِينٍ بحجة قوية ظاهرة.
المعنى :
يقول اللّه - تبارك وتعالى - ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم ؟ ألم تعلموا أخبارهم وتقفوا على أحوالهم المهمة كأخبار قوم نوح. وعاد. وثمود. وأمم جاءت بعدهم لا يعلمهم إلا اللّه - سبحانه وتعالى - وصدق اللّه وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا.
هؤلاء جاءتهم رسلهم بالآيات البينات والحجج الواضحات التي تثبت صدقهم، وتؤيد دعواهم الرسالة عن اللّه : فما كان من القوم إلا أنهم ردوا أيديهم في أفواههم غيظا وحنقا، وعضوا أيديهم أسفا وألما عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ [سورة آل عمران آية ١١٩] والمراد أنهم كذبوا واستهزءوا.
وللعلماء في تفسير هذه الجملة [ردوا أيديهم في أفواههم ] آراء كثيرة كلها تدور حول الإنكار والتكذيب والسخرية بالرسل.
وقالوا : إنا كفرنا بما أرسلتم به من الآيات البينات على زعمكم، وإنا لفي شك عظيم مما تدعوننا إليه من الإيمان باللّه وحده وترك ما سواه، وقد قيل : كيف صرحوا