ج ٢، ص : ٣٠٣
المعنى :
هذا خلق اللّه فأرونى. ماذا خلق الذين من دونه ؟ أرونى ماذا خلقوا من الأرض ؟
أم لهم شركاء في السماء ؟ !! عجبا لكم أيها المشركون. أفمن يخلق مما تقدم كمن لا يخلق ؟ أعميتم فلا تذكرون وتتعظون ؟
ما تقدم من أنواع الخلق بعض نعم اللّه علينا وهذا في الواقع قطرة من بحر، وإن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها أبدا. ولا تطيقوا حصرها، فكيف بأداء شكرها والقيام بحقها ؟ ومع هذا فاللّه هو الغفور الرحيم بكم، فأنت مهما عملت للّه فعملك لا يوازى نعمة واحدة من نعمه، ولعلك تدرك السر في ختم الآية بالمغفرة والرحمة.
اللّه خلق جميع الخلق ما نعلم وما لا نعلم، وهو صاحب النعم التي لا تحصى ولا تحصر، وهو الغفور الرحيم، واللّه يعلم ما تسرون وما تعلنون إذ هو عالم الغيب والشهادة اللطيف الخبير.
والذين تدعونهم من دون اللّه آلهة. وشركاء للّه، لا يخلقون شيئا بل هم يخلقون، وهم أموات غير أحياء أى : هم أجساد ميتة. لا حياة فيها أصلا، فزيادة (غير أحياء) لبيان أنها ليست كبعض الأجساد التي تموت بعد ثبوت الحياة لها، بل لا حياة لهذه أصلا فكيف يعبدونها وهم أفضل لأنهم أحياء، وهم أموات، إن هذا لعجيب!! وهؤلاء الأصنام لا تشعر في أى وقت يبعث عبدتهم من الكفار، وهذا ضرب من التهكم بهم عظيم إذ شعور الجماد بالأمور الظاهرة والمحسوسة مستحيل فكيف بالأمور الخفية التي لا يعلمها إلا اللّه ؟ !!