ج ٢، ص : ٣٠٨
من الشرك والعمل السيئ، وزاكية أعمالهم وأقوالهم، تقول الملائكة لهم : سلام عليكم من اللّه، ادخلوا الجنة بسبب ما كنتم تعملون من عمل، وذلك كله تفضل من المولى إذ العمل وحده لا يكفى
للحديث « لن يدخل أحد منكم الجنّة بعمله، قالوا : حتّى أنت يا رسول اللّه! قال : حتّى أنا إلّا أن يتغمّدنى اللّه برحمته ».
عاقبة الكفار [سورة النحل (١٦) : الآيات ٣٣ الى ٣٤]
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٣٣) فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٤)
المعنى :
ما ينتظر هؤلاء الكفار إلا أن تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم ثم يأخذون جزاءهم، أو يأتى أمر ربك بالعذاب والنكال لهم في الدنيا، أو يأتى أمر ربك بحدث القيامة وما فيها من عذاب لهم، لأنهم تسببوا في لحوق ما ذكر بهم، وشبهوا بالمنتظرين المتوقعين لحدوثه، كما فعل هؤلاء فعل الذين من قبلهم، وكان الجزاء على ذلك واحدا، وما ظلمهم اللّه، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.
كذلك فعل الذين من قبلهم مثل أفعالهم فأصابهم سيئات فعلهم، وحاق بهم جزاؤه، وأحاطهم خطر ما كانوا يستهزئون، فإنهم كانوا يستعجلون العذاب، ويطلبونه استهزاء بالنبي صلّى اللّه عليه وسلّم وكفرا، وظلوا كذلك حتى حاق بهم العذاب، وأحاط بهم الخطر من كل جانب.