ج ٢، ص : ٣٧٥
لما أثبت اللّه - سبحانه وتعالى - خطأهم في ادعائهم أن الملائكة بنات اللّه. قفّى على ذلك بإبطال التعدد وإثبات الوحدانية للّه، والتنزيه له.
المعنى :
قل لهم يا محمد : لو كان مع اللّه - تبارك وتعالى - آلهة وشركاء كما تقولون أيها المشركون إذن لابتغوا إلى صاحب العرش سبيلا ولطلبوا طريقا لمقاتلة اللّه ولتنازعوا على الألوهية. لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا [سورة الأنبياء آية ٢٢].
سبحانه وتعالى عن قولهم الإثم واعتقادهم الخطأ سبحانه وتعالى علوا كبيرا مناسبا لمقامه إذ فرق بين الغنى المطلق والفقر المطلق فرق شاسع وبون واسع.
ثم بين - سبحانه - مظهرا من مظاهر جلال ملكه وعظيم سلطانه وكامل وحدانيته فقال : تسبح له السموات السبع ومن فيها والأرضون السبع ومن فيهن وليس هناك في الوجود شيء إلا يسبح بحمده تسبيحا بلسان الحال ولكنكم أيها المشركون لا تفقهون تسبيحهم كل ما في الكون من إنسان وحيوان وشجر ونبات وجماد وأجرام يدل دلالة قوية على وجود الصانع القادر الواحد المختار فكل شيء يسبح بحمد اللّه وشكره.
وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد
ولكن الذين لا يعرفون لغة الكائنات ودلالة الموجودات لا يفقهون ذلك بل لا يفهمون أصلا.
ومع ذلك إنه هو الحليم بعباده الغفور الذي يغفر عن السيئات ويقبل التوبة من عباده قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ [سورة الأنفال آية ٣٨].


الصفحة التالية
Icon