ج ٢، ص : ٤٦١
من آثار بعثة الرسل عليهم السلام [سورة مريم (١٩) : الآيات ٥٩ الى ٦٣]
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (٦٠) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (٦١) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا (٦٢) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (٦٣)
المفردات :
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ جاء عقبهم خَلْفٌ وفي اللغة يقال لعقب الخير خلف ولعقب الشر خلف غَيًّا الغي الشر، والخير هو للرشاد، قال المرقش شاعر عربي قديم.
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره ومن يغولا يعدم على الغي لائما
مَأْتِيًّا مفعولا منجزا لَغْواً اللغو فضول الكلام الذي يلغى ولا طائل تحته.
هذه نهاية الناس بعد ما ترسل لهم الرسل مبشرين ومنذرين.
المعنى :
فخلف من بعد الرسل والأنبياء خلف، وجاء عقبهم جماعة أضاعوا الصلاة ولم يقيموها كاملة تامة الأركان والشروط، بل أضاعوها وتركوها بالمرة، واتبعوا شهوات نفوسهم، وما تشتهيه أبدانهم من المحرمات كالخمر والزنى والربا وفعل المنكر، فهؤلاء