ج ٢، ص : ٤٨٥
والظاهر واللّه أعلم أنها اليد لأن العصا انقلابها حية كانت تشبه السحر، وحاول السحرة إبطالها، وأما اليد فلم يحاول أحد إبطالها ومعارضتها.
بعد هذا اذهب إلى فرعون إنه طغى، وجاوز الحد في الإشراك باللّه وتعذيب بنى إسرائيل.
قال موسى وقد صدع بالأمر : رب اشرح لي صدري، افتح لي قلبي حتى أكون حليما صبورا حمولا، يستقبل ما عساه يرد عليه من الشدائد بصدر رحب، وقلب ثابت.
ويسر لي أمرى الذي أردته لي حتى يكون سهلا، لا صعوبة فيه تعوقنى، ولا شدة فيه تؤودنى.
واحلل عقدة من لساني، وقد كان في لسانه رثّة لما
روى أنه نتف شعرة من ذقن فرعون وهو صغير فغضب، وتوجس منه شرا فقالت امرأته : إنه صغير لا يدرى شيئا فأتت له بجمرة وبلحة فوضع الجمرة على لسانه فكان فيه رتة ولكنة.
ويقول الشيخ النجار، إنه يحتمل أن تكون اللكنة ناشئة من عدم رضاعته وهو صغير مدة أثرت عليه، وتلك عادة معروفة في الأطفال أو أن موسى حينما مكث في مدين عشر سنين تغير لسانه ونسى لهجة المصريين فطلب أن يكون معه هارون ليترجم له ويساعده على التفاهم، وكان لسان هارون مصريا لمخالطته المصريين وعبريا لأنه إسرائيلى فيمكنه التفاهم مع موسى بطلاقة، ومع المصريين كذلك.
واجعل لي وزيرا من أهلى هارون أخى، اشدد به أزرى، وأشركه في أمرى ليتحمل معى تلك الأمانة كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً.
بعض الألطاف التي صادفت موسى [سورة طه (٢٠) : الآيات ٣٦ الى ٤١]
قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى (٣٦) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى (٣٧) إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى (٣٨) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (٣٩) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى (٤٠)
وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (٤١)


الصفحة التالية
Icon