ج ٢، ص : ٥٦٧
وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً ؟ !! [سورة مريم الآيتان ٦٦ و٦٧].
وغير ذلك من آيات القرآن وكلام الرسول كثير.
وخلاصة دعواهم، استحالة الحياة بعد الموت، والوجود بعد فناء الخلق، وما علموا أن القادر على البدء قادر على الإعادة، وهو أهون عليه، إذا قسناها بمقاييسنا..
يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فاذكروا خلقكم أولا، واعلموا أنه قد مر عليكم أدوار سبعة لا مناسبة بينها أبدا إذ كل دور كنتم من نوع يخالف الآخر.
١ - خلقكم من تراب - أى : خلق أباكم آدم منه، أو خلقكم من المنى والمنى سواء كان من الذكر أو الأنثى فهو من الدم، والدم من الغذاء، والغذاء نباتا كان أو حيوانا من الأرض فصح أن كل إنسان خلق من تراب.
٢ - ثم خلقناه من نطفة - ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ فمن الذي حول التراب اليابس إلى ماء فيه حيوانات منوية، ولا علاقة بينهما ولا مناسبة.
٣ - ثم من علقة - والعلقة قطعة الدم الجامدة، ولا شك أن بين المنى كماء والدم الجامد مباينة، ومع هذا فقد تحول الماء إلى دم جامد بقدرة قادر، وفي هذا إشارة إلى أنه لا معنى لاستبعاد الإعادة بسبب التحول من مادة إلى أخرى فإنه ثابت في بدء الخلق.
٤ - ثم من مضغة، وهي قدر ما يمضغ من اللحم، وانظر إلى أصلها الأول وكيف وصل التراب إلى ماء ثم إلى دم ثم إلى لحم يمضغ!!.. وهذه المضغة قد تكون مخلقة مسواة سالمة من العيوب والنقصان، تمت فيها أحوال الخلق ورسومه، وقد تكون غير ذلك.
يا أيها الناس إن كنتم في شك من البعث فإن خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة قد صورناها، ومضغة لم نصورها، أخبرناكم بهذا كله لنبين ما يزيل عنكم الشك، وينفى عنكم الريب في أمر بعثكم فإن القادر على هذه الأشياء كيف يكون عاجزا عن الإعادة واللّه - بعد ذلك - يقر في الأرحام ما يشاء إلى أجل مسمى