ج ٢، ص : ٥٧٤
المفردات :
آمَنُوا الإيمان : هو التصديق باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وَالَّذِينَ هادُوا وهم أتباع موسى - عليه السلام - لقولهم : إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ بمعنى رجعنا وتبنا وَالصَّابِئِينَ قوم يعبدون النجوم والكواكب وَالنَّصارى هم أتباع المسيح - عليه السلام - وَالْمَجُوسَ عبدة النار من الفرس وغيرهم وهم يقولون بأن هناك إلهين للخير والشر، وللعالم أصلين نورا وظلمة وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا هم مشركو العرب الذين يعبدون الأصنام والأوثان يَسْجُدُ يخضع وينقاد لما يجريه عليه من حكم.
المعنى :
إن اللّه - سبحانه وتعالى - يهدى من يريد لأنه يستحق الهداية على حسب ما اطلع على نفسه وميله في الأزل بحيث لو ترك وحده لاختار ما قدره اللّه له، وهو يحكم بين الخلائق كلها بالعدل والقسطاس المستقيم فلا يظلم نفسا شيئا، وإن كان مثقال حبة منخردل.
فالذين آمنوا باللّه وكتبه واليوم الآخر، وهم المسلمون الموحدون المؤمنون بالنبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم وبإخوانه الأنبياء جميعا لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ [سورة البقرة آية ٢٨٥].
والذين هادوا وهم أتباع موسى - عليه السلام -، ولو كانوا أتباعا له حقيقة، ولم يغيروا ويحرفوا التوراة لآمنوا كذلك بعيسى ومحمد صلّى اللّه عليه وسلم :
والصابئون الخارجون عن حدود الدين العابدون للكواكب، والنصارى من أتباع عيسى ابن مريم عبد اللّه ورسوله، ولو كانوا كذلك لآمنوا بمحمد خاتم الأنبياء والرسل فدينه ينسخ كل ما تقدمه، وفي التوراة والإنجيل البشارة الصحيحة بالنبي محمد صلّى اللّه عليه وسلم