ج ٢، ص : ٦١٤
والإجماع من كل العلماء ما عدا أحمد بن حنبل تحريمه لظاهر الآية ولحديث أنس ابن مالك « سبعة لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم، ولا يجمعهم مع العالمين ويدخلهم النّار في أوّل الدّاخلين : النّاكح يده، والفاعل والمفعول به، ومدمن الخمر، والضّارب والديه حتّى يستغيثا، والمؤذى جيرانه حتّى يلعنوه، والنّاكح حليلة جاره ».
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ وهم إذا اؤتمنوا لم يخونوا بل يؤدونها إلى أهلها، وإذا عاهدوا أو عقدوا عقدا قاموا به، ووفوا ما عليهم، وهكذا المسلمون دائما يوفون بالعهد، وعلى عكسهم المنافقون الذين وصفهم الرسول بقوله « آية المنافق ثلاث، إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ».
وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ فهم يواظبون عليها ويؤدون جميع الصلوات في أوقاتها، مع المحافظة على الصلاة وشروطها وآدابها وأركانها.
وقد افتتح اللّه ذكر هذه الصفات الحميدة بالصلاة، واختتمها بالصلاة فدل على أفضليتها ومكانتها وأنها عمود الدين ولقد قال رسول الإسلام :« استقيموا ولن تحصلوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ».
أولئك البعيدون في درجات الكمال، المتصفون بهذه الصفات التي تثبت الإيمان في قلب المؤمن، والتي تغرس في قلبه حب الدين والخوف من اللّه، والتي تنتج المؤمن الكامل، المؤمن القوى، والمؤمن العامل في جيش الإسلام فهذه صفات تخلق الفرد وهناك صفات للمؤمنين كجماعة من الجماعات الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ [سورة التوبة آية ٧١].
أولئك هم الأحقاء بأن يأخذوا الجنة، ويستحقوا الفردوس استحقاق الوارث في مال مورثه جزاء ما عملوا، ونتيجة لما قدموا.
وهم فيها خالدون وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [الزخرف ٧٢].