ج ٢، ص : ٦٢٦
وقال : ربي انصرني وأهلك أعداءك بسبب كذبهم فأجاب اللّه سؤاله، وقال عما قليل ليصبحن نادمين على ما فرط منهم من العصيان والكفر.
وكان الجزاء أن أخذتهم الصيحة، وهي صوت شديد جدا أعقبه الهلاك والفناء وكانوا كالغثاء الذي يعلو سطح الماء من بقية الأعشاب.
فبعدا من رحمة اللّه وهلاكا للقوم الظالمين الذين ظلموا أنفسهم بالكفر، وظلموا غيرهم حيث كانوا قدوة لهم في الفساد والشر، وانظر إلى التاريخ يوم مكرر، وإلى أن الشبه واحدة عند الأمم جميعا، والجزاء واحد عند الكل، فكأن القرآن ينادى أن اعتبروا يا أولى الأبصار، وانظروا يا أهل مكة فيمن تقدمكم، إذ كانوا مثلكم، بل أشد، وكانوا يعتقدون كما تعتقدون، وقد حل بهم عذاب اللّه..
ذكر بعض الأنبياء [سورة المؤمنون (٢٣) : الآيات ٤٢ الى ٥٠]
ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (٤٢) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (٤٣) ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (٤٤) ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (٤٥) إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ (٤٦)
فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ (٤٧) فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (٤٨) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٤٩) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ (٥٠)


الصفحة التالية
Icon