ج ٢، ص : ٦٨٥
اسمه، والمعنى ينزهه ويقدسه في الصلاة والوعظ والذكر والتفكير في الملكوت وغيره، يسبحون في بيوت أراد اللّه أن ترفع وأن تكون خاصة لذكره جل شأنه، يسبحونه في أول النهار وآخره، والمراد كل وقت... رجال.
هؤلاء المسبحون رجال لا تلهيهم تجارة، ولا بيع عن ذكر اللّه، أى ليسوا ماديين نفعيين، بل هم قوم لا تشغلهم الدنيا عن الآخرة بل يذكرون اللّه، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ويخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار، يوم تتردد فيه النفوس بين الخوف والرجاء فتتقلب القلوب متجهة إلى اليمين والشمال لا تدرى من أين تؤخذ ؟
أو من أين تؤتى كتبها ؟ أمن اليمين أم من الشمال ؟.
فهم يسبحون اللّه ويذكرونه ويقيمون الصلاة ويؤدون الزكاة، ويخافون يوم الحساب ليجزيهم اللّه على أحسن ما عملوا الجزاء الأوفى، ويزيدهم من فضله واللّه يرزق من يشاء بغير حساب وهو واسع الفضل، وهو على كل شيء قدير.
المحرومون من نور الحق [سورة النور (٢٤) : الآيات ٣٩ الى ٤٠]
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (٣٩) أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ (٤٠)
المفردات :
كَسَرابٍ السراب ما يرى في الصحراء نصف النهار في اشتداد الحر كالماء،