ج ٢، ص : ٧٨
المفردات :
سُلْطانٍ المراد حجة قوية تتسلط على العقول.
هذا لون آخر من شركهم، وادعاء باطل هو اتخاذ اللّه ولدا وقد شاركهم في ذلك بعض أهل الكتاب، ولذلك مكان آخر.
المعنى :
زعم بعض المشركين أن الملائكة بنات اللّه كما زعم بعض النصارى أن المسيح ابن اللّه وبعض اليهود أن عزير ابن اللّه، كبرت كلمة تخرج من أفواههم جميعا إن يقولون إلا كذبا وبهتانا، كيف يتخذ اللّه ولدا ؟ وهو الخالق للسموات والأرضين وكل ما فيهما، لا يشبهه أحد من خلقه، ولا يحتاج إلى أحد من خلقه بل الكل محتاج إليه، وهو الغنى بذاته عن كل شيء - سبحانه وتعالى - له ما في السموات وما في الأرض ملكا وخلقا وعبيدا وتصريفا لا يشاركه في ذلك أحد.
والولد يحتاج إليه أبوه لإبقاء ذكره، وهو قوته وعصبته وأهله وعشيرته، ومتاعه وزينته، عليه يعتمد، وبه يفاخر، وقد يحتاج إليه في كبره وضعفه وهل يحتاج اللّه إلى شيء من ذلك كله ؟ ! وهو الغنى - سبحانه وتعالى - عما يصفون!! ما عندكم من سلطان وحجة على قولكم الإفك!! أتقولون على اللّه ما لا تعلمون!! وهذا استفهام تبكيت وتوبيخ.
قل لهم : إن الذين يفترون على اللّه الكذب الصريح باتخاذهم الشركاء، وزعمهم أن له ولدا لا يفلحون أبدا، ولا ينجون من عذاب اللّه.
وهل يمتعون في الدنيا أم لا ؟ فأجيب أن الدنيا لا تزن عند اللّه جناح بعوضة ومتاعها قليل لا قيمة له.
ثم إلى اللّه مرجعهم فسيحاسبهم حسابا عسيرا ثم يذيقهم العذاب الشديد بسبب كفرهم بالله ووصفه بما لا يليق قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [سورة الإخلاص ].