ج ٢، ص : ٧٩٦
وخطرهم في القبيلة حتى كأن الواحد منهم رهط بنفسه، كانوا يفسدون في الأرض، ولا يتأتى منهم صلاح بحال من الأحوال.
قال هؤلاء متقاسمين فيما بينهم متعاونين على الإثم والعدوان : لنبيتنه وأهله، والمعنى تحالفوا وتبايعوا على قتل نبي اللّه صالح - عليه السلام - ليلا ثم يقولون لوليه : ما شهدنا مهلك أهله، وما قتلناه، وإنا لصادقون في دعوانا، ومكروا ومكر اللّه، ولكن لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وكان أن أهلكهم اللّه وهم لا يشعرون.
فانظر كيف كان عاقبة مكرهم ؟ فقد أهلكهم ربك بالصاعقة، ودمرهم بالصحيحة جميعا، فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا، إن في ذلك لآية وعبرة لقوم يعلمون، وانظر كيف نجينا القوم الذين آمنوا باللّه ورسوله، وكانوا يتقون، وهكذا سنة اللّه مع الجبابرة والطغاة، فالويل لهم إن لم يتوبوا إلى رشدهم ويؤمنون بربهم، ويقلعوا عن طغيانهم...