ج ٢، ص : ٨٣٧
المفردات :
وَيَدْرَؤُنَ يدفعون، يقال درأ عنه كذا أى : دفع اللَّغْوَ هو ما لا يعتد به من القول أو ما كان فيه أذى من شتم أو سب لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ لا نطلب صحبتهم.
المعنى :
وهذا هو الصنف الذي في قلبه ميل إلى الخير، وفي نفسه استعداد لقبول الطيب من الدعوات، وهم جماعة من أهل الكتاب الذين آمنوا بنبيهم، ولم يحرفوا الكلم وبشارة كتبهم بالنبي العربي فهم قد آمنوا به أولا بظهر الغيب ثم آمنوا به ثانيا إيمان مشاهدة وإقرار بما سبق، وإذا يتلى على هؤلاء القرآن قالوا : آمنا به وصدقناه وصدقنا من جاء على لسانه، وكأن سائلا سأل وقال لهم هذا ؟ فأجابوا إنه الحق من ربنا، نعم إنه كلامه الحق الذي لا شك فيه، ونحن أدرى به من غيرنا، إنا كنا من قبل نزوله مسلمين ومنقادين.
أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا مرة لإيمانهم بكتابهم ونبيهم، ومرة لإيمانهم بالقرآن والنبي، وصبرهم على ذلك كله، وهم يدرءون بالحسنة السيئة، ويدفعون الشر بالخير، وينفقون مما رزقناهم في سبيل اللّه.
وإذا سمعوا لغوا من قول المشركين أو أصابهم أذى منهم، أعرضوا عنهم، وقالوا لنا أعمالنا، ولكم أعمالكم، سلام عليكم، سلام ترك موادعة، ونحن لا نبتغى الجاهلين، ولا نطلب مصاحبتهم.
رد على بعض مزاعم المشركين [سورة القصص (٢٨) : الآيات ٥٦ الى ٦١]
إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٥٦) وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْ ءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٧) وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ (٥٨) وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلاَّ وَأَهْلُها ظالِمُونَ (٥٩) وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ (٦٠)
أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٦١)