ج ٣، ص : ١٣٧
المفردات :
مِثْقالَ ذَرَّةٍ : وزن ذرة ظَهِيرٍ : معين فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ : من التفزيع، وهو إزالة الفزع والخوف عن قلوبهم أَجْرَمْنا : أذنبنا، من الجرم وهو الذنب يَفْتَحُ : يحكم، والفتاح : الحاكم لأنه يفتح طريق الحق ويظهره كَلَّا :
كلمة ردع لهم كَافَّةً أى : مانعا لهم، من الكف وهو المنع، أو جامعا لهم، مأخوذة من الكف بمعنى الجمع، والتاء للمبالغة، والمراد : جامعا للناس في الإبلاغ.
وهذا رجوع إلى خطاب الكفار والمشركين الذي مضى أول السورة بعد ذكر طرف من قصة داود وسليمان، وما أنعم اللّه به عليهما، وذكر قصة قوم سبأ، وفي هذا من آيات القدرة ما فيه، ومن دلائل تفرد اللّه بالوحدانية ما هو غنى عن البيان.. وهو خطاب توبيخ وتأنيب لهم، وخاصة بعد ما تقدم!
المعنى :
قل يا محمد لهؤلاء المشركين الضالين سواء السبيل : ادعوا الذين عبدتموهم من دون اللّه من الأصنام والملائكة، وسميتموهم آلهة، وزعمتم أنهم يستحقون أن يكونوا شركاء للّه الواحد القهار، ادعوهم في السراء والضراء كما تدعون اللّه، والجأوا إليهم في الشدائد كما تلجأون إلى اللّه، وانظروا استجابتهم لدعائكم كما تنتظرون من اللّه الإجابة والرحمة.
ولقد أجاب الحق - تبارك وتعالى - عنهم بإجابة هي المتعينة وحدها - ولا يجيب منصف إلا بها - فقال ما معناه : إنهم لا يملكون شيئا أبدا، ولا يملكون وزن ذرة من خير أو شر في جميع جهات السموات والأرض، وما لهم في السموات كلها وفي الأرض جميعا من شركة في الخلق أو في الملك ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً [سورة الكهف آية ٥١].
قل لهم : لا تسألون يوم القيامة عن أعمالنا وذنوبنا، ونحن لا نسأل عما تعملون، قل