ج ٣، ص : ١٦٣
وإن يكذبوك فلا تحزن فقد كذبت رسلي من قبلك، كذبتهم أممهم حينما جاءوهم بالبينات، وبالكتب المكتوبة ؟ وبالكتاب المنير الذي ينير لهم الطريق كالتوراة والإنجيل والزبور، ثم لما كذبوا أخذتهم أخذ عزيز مقتدر، فانظر كيف كان عقابي ؟
الناس مختلفون في خشية اللّه وأخشاهم للّه أعلمهم به [سورة فاطر (٣٥) : الآيات ٢٧ الى ٣٠]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ (٢٧) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (٢٨) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (٣٠)
المفردات :
جُدَدٌ : جمع جدة. وهي الطرائق المختلفة الألوان وَغَرابِيبُ سُودٌ أصل اللفظ : وسود غرابيب، والعرب تقول للشديد السواد : لونه كلون الغراب. أسود غريب لَنْ تَبُورَ : لن تفنى ولن تضيع.
وهذا كلام مسوق لتقرير ما مضى من اختلاف أحوال الناس ببيان أن الاختلاف أمر عام، وحقيقة مطردة في كل زمان ومكان.