ج ٣، ص : ١٦٥
ومن هم العلماء ؟ قال ابن عباس : الذين علموا أن اللّه على كل شيء قدير، وفي
الحديث :« أعلمكم باللّه أشدكم خشية له »
وقال رجل للشعبى : أفتنى أيها العالم.
فقال : العالم من خشي اللّه.. ثم ختم الآية بقوله : إن اللّه عزيز غفور، وهذا مما يدعو إلى الخشية، إذ العزة تقتضي عقوبة العصاة وقهرهم، وإثابة أهل الطاعة والعفو عنهم والمعاقب والمثاب حقه أن يخشى اللّه.
ولم يتركنا القرآن نبحث عن العلماء فقد قال : هم الذين يتلون كتاب اللّه، ويقيمون الصلاة، وينفقون مما رزقناهم سرا وعلانية راجين من اللّه حسن المثوبة وكمال الأجر، وزيادة الفضل.
فالعلماء هم الذين يتلون كتاب اللّه ويتدارسونه، ويعلمونه، ويعملون بما فيه خاصة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ويقيمون صلاتهم بالخشوع والخضوع ويؤدون زكاتهم وصدقتهم سرا ما استطاعوا وجهرا إذا دعت الظروف إلى ذلك، وهم المخلصون في أعمالهم وأقوالهم لا يرجون من غير اللّه ثوابا. ولا يفعلون ذلك رياء، وإنما يرجون من اللّه تجارة لن تضيع، وثوابا لن يذهب، طالبين من اللّه زيادة الثواب والفضل، وهو الغفور للسيئات الشكور على قليل الأفعال، الذي يثيب على العمل القليل جزيل الثواب.
فكل من توافرت فيهم هذه الأوصاف فهم العلماء العاملون، نسأل اللّه أن نكون منهم.
القرآن والمؤمنون به والكافرون [سورة فاطر (٣٥) : الآيات ٣١ الى ٣٨]
وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (٣١) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٣٢) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٣٣) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤) الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ (٣٥)
وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (٣٦) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (٣٧) إِنَّ اللَّهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٣٨)