ج ٣، ص : ١٧٤
المفردات :
يس نقرأ هكذا : يأس بمد الياء وإدغام السين في الواو التي بعدها، وقرأ بعضهم ياسين بإظهار النون ساكنة، وبعضهم أظهر حركة النون بالضم أو بالفتح أو بالكسر، ولكل وجه تخريج في الحكم الإعرابى حَقَّ الْقَوْلُ ثبت فلا يبدل الْأَذْقانِ جمع ذقن، وهي ملتقى الفكين الأسفلين مُقْمَحُونَ والمقمح : هو الذي يرفع رأسه ويغض بصره، وفي القاموس : وأقمح الغل الأسير : ضاق على عنقه وترك رأسه مرفوعا وَآثارَهُمْ المراد : ما خلفوه وراءهم من خير أو شر.
ولا بد لذكر هذه الحروف من حكمة، ولا بد لها من معنى، وإن خفى علينا وستظل سرّا بين اللّه وبين رسوله، فهي أشبه شيء بالشفرة في عصرنا، واللّه أعلم بمراده منها، وقيل : إن هذا اسم من أسماء اللّه واسم من أسماء النبي ذكر قبل القسم تعظيما له، وقيل غير ذلك.
المعنى :
أقسم الحق تبارك وتعالى بالقرآن المحكم الآيات الكامل المعجزات بأنك يا محمد لمن المرسلين على صراط مستقيم لا عوج فيه وهو الإسلام، وهو طريق الأنبياء من قبلك..
وليس القسم بالقرآن قد ذكر عرضا من غير قصد، لا. بل الظاهر - واللّه أعلم - أنه لفت لأنظارنا إذ هو المعجزة الباقية، والدليل الأول على أن محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم صادق في دعواه، وأنه رسول من عند مولاه.
هذا القرآن نزل تنزيل العزيز في ملكه الرحيم بخلقه، وفي هذا إشارة إلى مكانة القرآن وأنه أجل نعمة من نعم الرحمن، أنزل عليك لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم