ج ٣، ص : ١٨٢
المفردات :
يا حَسْرَةً الحسرة : أن يلحق الإنسان من الندم ما به يصير حسيرا الْمَيْتَةُ :
التي لا نبات فيها جَنَّاتٍ : بساتين من شجر النخيل والأعناب وَفَجَّرْنا :
شققنا وأنبعنا فيها عيونا كثيرة سُبْحانَ : تنزيها للّه عما لا يليق به الْأَزْواجَ :
الأصناف والأنواع المختلفة نَسْلَخُ : نفصل منه النهار ونزيله عنه قَدَّرْناهُ مَنازِلَ الأصل : قدرنا له منازل، ثم حذفت اللام فقيل : قدرناه منازل، المراد :
جعلنا له منازل، والمنازل : جمع منزل، والمراد به المسافة التي يقطعها القمر في يوم وليلة، وهي في حسابهم ٢٧ منزلا كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ العرجون : عود العذق - القنو - ما بين الشماريخ إلى منبته من النخلة فِي فَلَكٍ والفلك : هو المدار الذي يدور فيه الكوكب سمى به لاستدارته كفلكة المغزل يَسْبَحُونَ : يسيرون بانبساط وسهولة الْمَشْحُونِ : المملوء فَلا صَرِيخَ : فلا مغيث.
المعنى :
وما أنزل ربك - القادر على كل شيء - على قوم الرجل المؤمن الذي جاء من أقصى المدينة يسعى من بعد موته، ما أنزل عند إهلاكهم جندا من السماء ؟ وما احتاج الأمر إلى شيء من ذلك فبأى شيء كان إهلاكهم ؟ ما كانت إلا صيحة واحدة من جبريل فإذا هم بعدها مباشرة خامدون وميتون لا حراك بهم، خمدوا كما تخمد النار فتصير رمادا.
يا حسرة « ١ » على هؤلاء المكذبين!! يا حسرة على هؤلاء وأمثالهم!! ما يأتيهم من رسول يهديهم إلى الحق، وإلى الصراط المستقيم إلا كانوا به يستهزئون، فاستحقوا الهلاك من رب العالمين، نعم إنهم يستحقون أن يتحسر عليهم المتحسرون وخاصة الملائكة والمؤمنون من الثقلين لما رأوا عاقبة أمرهم ونهاية كفرهم واستهزائهم.
عجبا لهؤلاء وأمثالهم من كفار قريش! ألم يروا أن أهلكنا قبلهم كثيرا « ٢ » من الأمم
(١) المنادى محذوف والأصل يا قومي تحسروا حسرة على هؤلاء، وفي قراءة : يا حسرتا، والأصل : يا حسرتى على أنه من كلام الملائكة أو المؤمنين أو من اللّه. وقيل : المنادى الحسرة نفسها، أى : هذا أوانك فاحضرى. [.....]
(٢) الاستفهام في (ألم يروا) للتقرير، وكم خبرية مفعول لأهلكنا، وأنهم لا يرجعون بدل اشتمال في المعنى لا في اللفظ من أهلكنا لأن إهلاكهم مشتمل ومستلزم لعدم رجوعهم.