ج ٣، ص : ٢٤٩
الشركاء، وإثبات أن اللّه هو الواحد القهار، رب السموات والأرض وما فيهما وهو العزيز الغفار، أيها الناس إنما هو نبأ عظيم ما جئتكم به. وهو جد ليس بالهزل، وأنتم عنه وعن دلائله معرضون، يا قوم هذه الدلائل ناطقة بصدقى، وهذه المعجزة الباقية الخالدة شاهدة، وهي القرآن.
فما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون، والمراد بالملإ الأعلى : ما عدا البشر وقت أن قالوا شبههم في صورة المخاصم : أتجعل فيها من يفسد فيها، وقول إبليس لآدم :
أنا خير منه، وقول اللّه على لسان ملك لآدم : أنبئهم بأسمائهم فإخبار النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عن كل دليل واضح على صدقه، وأن هذا القرآن من اللّه لا من عنده فهو نبي أمى ولم يقرأ ولم يكتب ولم يجلس إلى معلم، وإنما هو وحى يوحى، وما يوحى إلى إلا أنما أنا نذير لكم من بين يدي عذاب شديد، فاعتبروا يا أولى الأبصار.
قصة خلق الإنسان وإكرام اللّه له [سورة ص (٣٨) : الآيات ٧١ الى ٨٨]
إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (٧١) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (٧٢) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٧٣) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (٧٤) قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ (٧٥)
قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (٧٦) قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٧٧) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ (٧٨) قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٧٩) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٨٠)
إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (٨١) قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣) قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (٨٤) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٥)
قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (٨٦) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٨٧) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (٨٨)