ج ٣، ص : ٢٨
أيها الناس : الزموا فطرة اللّه التي فطر الناس جميعا، ولا تبدلوا ما خلقه اللّه فيكم من التوحيد، ولا تغيروا فطرتكم الطبيعية باتباع وسوسة الشيطان وإغوائه، وعودوا إلى دين الفطرة دين الإسلام، وذلك هو الدين القيم، المستقيم على الصراط المستقيم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والزموا فطرة اللّه حالة كونكم منيبين إليه مقبلين عليه، تائبين وراجعين إلى أحكامه، واتقوه، وأقيموا الصلاة، ولا تكونوا من المشركين، الذين فارقوا دينهم الطبيعي، وتركوا الإسلام وفرقوا دين الفطرة، وجعلوه أديانا وآراء، وكانوا شيعا، وكل حزب بما لديهم فرحون، يظنون أن باطلهم هو الحق لا شك فيه، ولا مرية، والحق ما أراده اللّه والخير فيما اختاره اللّه.
بيان طبيعة الناس مع توجيهات لهم [سورة الروم (٣٠) : الآيات ٣٣ الى ٣٩]
وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٣٣) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٤) أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (٣٥) وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (٣٦) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣٧)
فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٣٨) وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (٣٩)