ج ٣، ص : ٣٣٩
والاستقامة في الآية ورد تفسيرها عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم
فقد ورد في صحيح مسلم عن سفيان بن عبد اللّه الثقفي قال : قلت يا رسول اللّه : قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال :« قل آمنت باللّه ثمّ استقم »
. وعن أبى بكر هي : عدم الإشراك باللّه شيئا.. وعن عمر - رضى اللّه عنه - : استقاموا - للّه - على الطريقة لطاعته ثم لم يروغوا روغان الثعلب.. وعن عثمان - رضى اللّه عنه - : استقاموا أخلصوا العمل للّه..
وعن على - رضى اللّه عنه - أدوا الفرائض، .. وعن الحسن - رضى اللّه عنه - : استقاموا على أمر اللّه فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته، ويقول العلامة القرطبي : وهذه الأقوال وإن تداخلت فتلخيصها : اعتدلوا على طاعة اللّه عقدا وقولا وفعلا وداوموا على ذلك.
يا سبحان اللّه! الذين يقولون : ربنا اللّه ثم يستقيمون على الطريقة المثلى تنزل عليهم الملائكة بالطمأنينة وعدم الخوف وبالبشرى، وهم أولياؤهم في الدنيا والآخرة ولهم جنات الخلد نزلا من غفور رحيم! إنها تجارة واللّه رابحة.
الدعوة إلى اللّه وآداب القائمين بها [سورة فصلت (٤١) : الآيات ٣٣ الى ٣٦]
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٣) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤) وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٣٥) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٦)
المفردات :
حَمِيمٌ في كتب اللغة : الحميم : الماء الحار، وعليه قوله تعالى : ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ


الصفحة التالية
Icon