ج ٣، ص : ٣٧٧
الأمر كله للّه [سورة الشورى (٤٢) : الآيات ٤٧ الى ٥٠]
اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (٤٧) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ (٤٨) لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٥٠)
المفردات :
اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ : أجيبوه مَلْجَإٍ : منجى ينجيكم عَقِيماً يقال :
عقمت المرأة تعقم عقما : لم تلد، وأصل العقم : القطع، ومنه : ريح عقيم أى :
لا تلقح سحابا ولا شجرا... وهذا كالنتيجة لما تقدم حيث بين الوعد والوعيد ورتب عليه الأمر بالاستجابة مع تهديد المخالفين وبيان أن الأمر كله للّه.
المعنى :
استجيبوا إلى ربكم إذا دعاكم لما يحييكم، واعلموا أن اللّه يحول بين المرء وقلبه، فأجيبوه إلى شرعه بسرعة وبلا تأجيل من قبل أن يأتى يوم لا راد له، هو يوم القيامة، اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى اللّه بقلب سليم وما لكم فيه من منجى ينجيكم من عذاب اللّه، ولا تقدرون على الإنكار يومئذ.


الصفحة التالية
Icon