ج ٣، ص : ٣٩٦
سلطان ونظام مالي ورجال، لما أراد ذلك من عليهم بأن أرسل من أنفسهم رسولا يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين وظلت الأمة العربية وستظل إن شاء اللّه أمة ترنو لها الأبصار، وتحط عندها الرحال، ولها الأثر الكبير في توجيه السياسة العامة للعالم كله.
فحقا إنه لذكر لك ولقومك! وسوف تسألون عن هذا كله يوم القيامة.
وكان من أهم أسباب نفرة المشركين عن الإسلام أنه دين يدعو إلى التوحيد وذم الأصنام وترك عبادة الأوثان، فجاء القرآن بشتى الصور يبين أن أمر التوحيد ليس بدعا عند الإسلام بل هو أساس كل دين. وقال : واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا..
الآية.
واسأل من أرسلنا من الرسل قبلك، أجعلنا « ١ »
من دون الرحمن آلهة يعبدون فالمسئولون هم الرسل ولذلك فالآية مكية، وقيل : المسئول أمم الرسل، وعلى ذلك فالآية مدنية، ونص القرآن يحتمل هذا وذاك، وليس المقصود على الرأيين نفس السؤال بل المراد انظر في أديانهم وابحث عن مللهم وادرس كتبهم التي لم تحرف لترى جواب هذا السؤال، وأن الأديان كلها متفقة على التوحيد الخالص البريء، وعلى نفى عبادة غير اللّه.
فأقروا بذلك يا أهل مكة واعملوا على هذا الأساس، وآمنوا باللّه ورسوله حقا يؤتكم كفلين - جزأين - من رحمته ويدخلكم الجنة عرفها لكم.
(١) - الاستفهام للإنكار. [.....]