ج ٣، ص : ٤٣٥
الساعة، وحين يجمعون ليوم الفصل تظهر لهم قبائح أعمالهم، ويبدو لهم خطأ رأيهم، وأنهم كانوا على ضلال مبين، ويومها يحيق بهم جزاء ما كانوا به يستهزئون من آيات اللّه.
وقيل لهم : اليوم ننساكم كما نسيتم أنفسكم ولم تعملوا في الدنيا لإسعادها الآن، كما أنكم نسيتم لقاء يومكم هذا، ومأواكم النار، وما لكم من ناصرين.
ذلكم العذاب الشديد بسبب أنكم اتخذتم آيات اللّه هزوا، وغرتكم الحياة الدنيا فحسبتم أنه لا حياة غيرها. فاليوم تجزون عذاب الهون. وأنتم لا تخرجون من النار ولا يطلب منكم أن تزيلوا عتب ربكم، وترضوه لأنكم في وقت الجزاء لا في وقت العمل.
ختام السورة [سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ٣٦ الى ٣٧]
فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣٧)
هذه السورة الكريمة قد احتوت على آيات اللّه وآلائه، ونعمه وأفضاله، واشتملت على تعداد الآيات الكونية والبراهين الآفاقية، وأثبتت مبدأ الثواب والعقاب إلخ ما فيها من آيات بينات فلله الحمد والثناء الجميل والوصف الكريم الذي يستحقه من عباده لأنه رب السموات ورب الأرض، ورب العالمين، وله وحده جل شأنه الكبرياء والعظمة، وله كمال الذات وكمال الوجود، والتنزه عن كل نقص، والاتصاف بكل كمال، وله وحده الكبرياء التي تظهر آثارها في السموات والأرض، وهو العزيز الذي لا يغلب، القادر الذي لا يعجز، الحكيم في كل ما قضى وقدر، وأنزل ودبر.
فله الحمد فاحمدوه وحده واعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وله الكبرياء فكبروه وعظموه - تبارك اسمه - وهو العزيز الحكيم فأطيعوه في كل ما أمر.
ألست معى في أنه ختام للسورة رائع، وإنه لكتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير.