ج ٣، ص : ٤٥
هذا خلق اللّه [سورة لقمان (٣١) : الآيات ١٠ الى ١١]
خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (١٠) هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١١)
المفردات :
عَمَدٍ : جمع عماد، وهو ما يعمد به، أى : يسند، يقال : عمدت الحائط إذا دعمته، والدعامة ما يسند به الحائط إذا مال لتمنعه السقوط رَواسِيَ : ثوابت أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ : تضطرب وَبَثَّ : نشر وفرق زَوْجٍ : صنف.
وهذا استئناف مسوق للاستشهاد على عزته تعالى وكمال قدرته، وسيق تمهيدا لإثبات قواعد التوحيد وإبطال الشرك وتبكيت أهله.
المعنى :
اللّه - سبحانه وتعالى - خلق السموات بغير عمد مرئية لكم، وأنتم ترونها كذلك، وألقى في الأرض رواسى ثابتات، من الجبال الشامخات التي هي كالأوتاد لئلا تميد بكم الأرض وتضطرب، وبث فيها ونشر كل دابة تدب على الأرض من إنسان وحيوان وطير، وأنزل من السماء ماء يسقى الزرع، وينبت النبات فأنبت فيها من كل صنف من النبات كريم ذي لون بهيج، ونفع كثير.