ج ٣، ص : ٤٥٤
المعنى :
ألم يتفكروا ولم يعلموا أن اللّه الذي خلق السموات والأرض بالحق، والحال أنه لم يعي بخلقهن، ولم يتعب لذلك أصلا، ولم يتحير فيه أبدا.
ألم يعلموا أن اللّه قادر « ١ » على أن يحيى الموتى ؟ ! نعم هو قادر على ذلك، بل هو أهون عليه، إذ هو على كل شيء قدير.
ويقال للذين كفروا يوم يعرضون على النار ويعذبون بها، يقال لهم توبيخا وتهكما :
أليس هذا العذاب الذي ترونه وتلمسونه حقّا لا شك فيه ؟ قالوا : بلى وربنا إنه لحق وعدل.
قال اللّه لهم مشافهة أو على لسان الملائكة : إذا كان الأمر كذلك فذوقوا العذاب بسبب ما كنتم تكفرون.
ختام السورة [سورة الأحقاف (٤٦) : آية ٣٥]
فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ (٣٥)
المفردات :
أُولُوا الْعَزْمِ : أصحاب الثبات والصبر على الشدائد.
لما تقررت المبادئ الهامة في الدين الإسلامى، وهي التوحيد وإثبات النبوة والبعث يوم القيامة، ورد القرآن الشبهات، وضرب الأمثال بما يقوى العزائم، ويوهن حجج

_
(١) - قادر خبر أن، والباء زائدة، والذي حسن زيادتها كون ما قبلها في حيز النفي فإن الاستفهام إنكارى. [.....]


الصفحة التالية
Icon