ج ٣، ص : ٤٧٣
وباللّه لنبلونكم ونعاملنكم معاملة المختبر بأمركم بالجهاد في سبيل اللّه وغيره حتى نعلم علم ظهور وانكشاف، ويعلم الكل حقيقة حالكم.
إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل اللّه بالقول أو الفعل أو إذاعة السوء وتحريف الأخبار، وتحريف الكلم من بعد مواضعه، إن الذين فعلوا ذلك وشاقوا الرسول وخالفوه من بعد ما تبين لهم الهدى : فوصف النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عندهم ظاهر في كتبهم قبل تحريفها، وكانوا يستفتحون النبي على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به، والمنافقون قوم آمنوا ثم كفروا، وخالفوا بعد ما اهتدوا، هؤلاء لن يضروا اللّه شيئا، وسيحبط أعمالهم، ويبطل مكرهم، ولا يثيبهم اللّه يوم القيامة على أعمالهم التي يظنونها خيرا.
ختام السورة [سورة محمد (٤٧) : الآيات ٣٣ الى ٣٨]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (٣٣) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (٣٤) فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (٣٥) إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (٣٦) إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (٣٧)
ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (٣٨)


الصفحة التالية
Icon