ج ٣، ص : ٤٩٥
محمد وصحبه الأبرار [سورة الفتح (٤٨) : آية ٢٩]
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (٢٩)
المفردات :
أَشِدَّاءُ : جمع شديد، وهو الغليظ القاسي. رُحَماءُ : جمع رحيم، وهو من في قلبه رحمة. سِيماهُمْ السيما : العلامة. مَثَلُهُمْ : صفتهم. شَطْأَهُ الشطء : فراخ النخل والزرع، أو هو ورقه والمراد بالفراخ فروع الشجر التي تنبت حول الأصل. فَآزَرَهُ : أعانه. فَاسْتَغْلَظَ : صار نظيفا وشديدا. فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ أى : استقام وقوى على أصوله التي هي قضبانه.
وتلك خاتمة سورة الفتح، وبيان أسباب النصر، ودعائم الفوز.
المعنى :
ذلك الرسول الذي أرسل بالهدى ودين الحق، هو محمد رسول اللّه وخاتم أنبيائه وإمامهم، الذي قال اللّه فيه : وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ.
هذا هو محمد الرسول الأمين الصادق الصدوق، الذي يصلى عليه اللّه في علاه، وملائكته الأبرار وصالحو المؤمنين - صلى اللّه عليه وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين.