ج ٣، ص : ٥١
ظاهرة وباطنة، ونعم اللّه لا تعد ولا تحصى، ومنها الظاهرة والمعروفة وكثير منها لا يعلم، وقد يكشف عنها العلم في يوم من الأيام.
ومع هذا كله فمن الناس من يجادل في اللّه ويخاصم في شأنه بغير علم ولا حجة ولا هدى من رسول أو نبي، ولا كتاب أنزله اللّه عليه ينير له الطريق الحق، وإنما مصدر هذا الخصام، ومبعث هذا الجدل المؤدى إلى الشرك باللّه هو التقليد الأعمى واتباع الهوى والشيطان.
وإذا قيل لهم : اتبعوا ما أنزل اللّه على رسوله بالهدى ودين الحق قالوا : بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا! أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ؟ أيتبعونهم ولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ؟
المؤمن والكافر [سورة لقمان (٣١) : الآيات ٢٢ الى ٢٤]
وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (٢٢) وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٢٣) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ (٢٤)
المفردات :
وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ : يخلص عبادته إليه مُحْسِنٌ الإحسان :
الإتقان نَضْطَرُّهُمْ : نلجئهم ونسوقهم.


الصفحة التالية
Icon