ج ٣، ص : ٥٢٠
كل ذلك جعله رزقا لعباده، فهل يليق منهم الكفر والتكذيب ؟ ! وانظر إلى الماء وقد أحيا به بلدة ميتة لا نبات بها، أحياها بالخضرة والنبات بين عشية أو ضحاها، إن الذي قدر على ذلك كله ليس عليه بعزيز أن يعيد خلقكم للبعث والثواب، ومثل ذلك المتقدم الخروج من القبور للبعث والحساب، وما ذلك على اللّه بعزيز..!
العبرة من سير الأولين [سورة ق (٥٠) : الآيات ١٢ الى ١٥]
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (١٢) وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ (١٣) وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (١٤) أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (١٥)
المفردات :
الرَّسِّ : البئر التي لم تطو. الْأَيْكَةِ : وهي الغيضة سموا بها تُبَّعٍ هو تبع الحميرى وكان مؤمنا وقومه كفار. أَفَعَيِينا العي : العجز، تقول : عييت بالأمر : إذا لم تعرف وجهه.
المعنى :
هكذا الرسل جميعا جاءوا بالتوحيد وإثبات البعث، وكذبتهم، أممهم أى :
أكثرهم، فاستحقوا العقاب الشديد من اللّه، فانظروا يا آل مكة موقفكم من رسولكم الذي أرسل إليكم.
كما كذب المشركون من العرب بالبعث كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب البئر المعروفة، قيل : هم قوم شعيب، وكذبت قوم ثمود، وقوم عاد، وفرعون وقومه،


الصفحة التالية
Icon