ج ٣، ص : ٥٧٩
المفردات :
الْبَيانَ : المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير. بِحُسْبانٍ : بحساب دقيق. وَالنَّجْمُ : النبات الذي ينجم، أى : يظهر ويطلع من الأرض ولا ساق له. يَسْجُدانِ المراد ينقادان. الْمِيزانَ المراد : شرع العدل وأمر به.
بِالْقِسْطِ : بالعدل. وَلا تُخْسِرُوا أى : تنقصوا. لِلْأَنامِ أى للخلق جميعا، أى : الإنس والجن. الْأَكْمامِ : جمع كم، والمادة تدل على الستر، والكمة والكمامة : وعاء الطلع وغطاء النّور، والجمع كمام وأكمة وأكمام، ومنه : كم القميص لستره الذراع، والكمة : القلنسوة لتغطيتها الرأس، وأكمام النخل : أوعية التمر، أعنى الطلع أو كل ما يغطى من ليف وسعف وطلع. ذُو الْعَصْفِ : ورق الزرع الجاف. وَالرَّيْحانُ : هو كل مشموم طيب الرائحة من النبات، وقيل : المراد به الرزق الخاص بالإنسان. آلاءِ : جمع إلى وهو النعمة.
المعنى :
ربنا الرحمن، المتصفة ذاته بالرحمة، وهذه نعمه ظاهرة، وآثار رحمته بادية، ولقد أخذ القرآن الكريم في تعدادها، وقدم مصدر الدين، وأساس الهداية ومنبع النور ألا وهو القرآن، ثم أتبعه بذكر الإنسان وخلقه ليعلم أنه إنما خلقه للعبادة والدين ثم ذكر ما يتميز به عن سائر الخلق، وهو البيان الصريح والمنطق الفصيح المعرب عما في الضمير، المبين لآثار القرآن الموضح لأغراضه وأسراره ثم بعد ذلك ذكر بعض نعمه في الأكوان العلوية، ثم في الأكوان السفلية، وهكذا.
الرحمن على القرآن « ١ » أى : علم الإنسان القرآن، نعم : القرآن وتعليمه مصدر

_
(١) في هذا إشارة إلى أن الرحمن مبتدأ وما بعده خبر، ويجوز أن يكون الرحمن خبر مبتدأ محذوف كما شرحنا أولا. [.....]


الصفحة التالية
Icon