ج ٣، ص : ٥٨٧
فبأى آلاء ربكما تكذبان ؟ ! ولم لا يسألون ؟ والجواب أنهم يعرفون بسيماهم، فيؤخذون بالنواصي والأقدام، فبأى آلاء ربكما تكذبان ؟ ! ويقال لهم : هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون، وينكرونها، ويطوفون بين نارها وبين ماء حار متناه في الحرارة والنعمة فيما وصف من هول القيامة وعقاب المجرمين، هو ما في ذلك الزجر عن المعاصي والترغيب في الطاعات، وروى عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه أتى على شاب في الليل يقرأ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ فوقف الشاب وخنقته العبرة وجعل يقول : ونحيى من يوم تنشق فيه السماء ونحيى! فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم :« ويحك يا فتى مثلها، فو الذي نفسي بيده لقد بكت ملائكة السماء لبكائك »
فبأى آلاء ربكما تكذبان. ؟ !
من نعم اللّه على المتقين يوم القيامة [سورة الرحمن (٥٥) : الآيات ٤٦ الى ٦٠]
وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (٤٦) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٧) ذَواتا أَفْنانٍ (٤٨) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٩) فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ (٥٠)
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥١) فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ (٥٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٣) مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ (٥٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٥)
فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (٥٦) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٧) كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ (٥٨) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٩) هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ (٦٠)


الصفحة التالية
Icon