ج ٣، ص : ٦٠٥
المفردات :
بِمَواقِعِ النُّجُومِ : بمساقطها للغروب. مَكْنُونٍ : محفوظ ومصون.
مُدْهِنُونَ الإدهان : جعل الأديم - الجلد - مدهونا بمادة زيتية ليلين ليونة حسية، ثم استعمل الإدهان في الليونة المعنوية، ولذا سميت المداراة والملاينة مداهنة على سبيل المجاز، وهو لشهرته صار حقيقة عرفية، ورشح هذا أن المتهاون في الأمر لا يتصلب فيه ولا يتشدد. رِزْقَكُمْ أى : شكركم. الْحُلْقُومَ : مجرى الطعام.
مَدِينِينَ من دان بمعنى حاسب وجازى، أى : محاسبين ومجزيين، وعليه قولهم :
كما تدين تدان، وقيل المراد مربوبين. فَرَوْحٌ أى : استراحة. وَرَيْحانٌ :
رزق حسن. وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ : احتراق بها.
تلك حقائق ختمت بها السورة الكريمة تتعلق بالقرآن الكريم، وبمناقشة المنكرين وما يكون عند خروج الروح، وما يلاقيه السابقون وأصحاب اليمين، والمكذبون الضالون، تلك حقائق من رب العالمين.
للّه أن يقسم بما يشاء من خلقه، فهو تعظيم له بالدليل، ولفت لأنظار المخلوقين حتى يروا ما في هذه الأشياء المقسم بها من عظمة تدل على القدرة الكاملة للّه - سبحانه وتعالى - وأما نحن فليس لنا أن نقسم بغير اللّه وصفاته القديمة.
المعنى :
فلأنا أقسم بمواقع النجوم، أى : مساقطها عند الغروب « ١ » - وإن هذا القسم عظيم لو تعلمونه لعظمتموه إنه لقرآن كريم... الآية.
أما القسم بالنجوم عند غروبها، وذهاب أثرها، فلأنها والحالة هذه تكون أكثر دلالة على وجود خالقها والمؤثر فيها، وأن هذا النجم الذي بزغ بعد غروب الشمس لا يصح
(١) - في هذا إشارة إلى أن لا في قوله لا أقسم أصلها لام التوكيد الداخلة على مبتدأ وخبر ثم حذف المبتدأ وأشبعت الفتحة فتولد منها الألف فليست هي لا النافية، وقيل هي لا النافية، ولكنها زائدة للتوكيد وتقوية الكلام، وقيل غير زائدة والمنفي قول المشركين، وأقسم كلام جديد، ويضعف هذا الرأى أن وجود الواو في مثل هذا واجب كقولك :
لا، وشفاك اللّه، وأيضا يصح المعنى على أصالة النفي كما ذكرنا ذلك في الشرح.