ج ٣، ص : ٦٧٠
ذلكم الإيمان والجهاد خير لكم من كل شيء إن كنتم تعلمون أنه خير فهو خير، إن تؤمنوا وتجاهدوا يغفر لكم ذنوبكم، ويسترها أو يباعد بينكم وبينها، ويدخلكم جنات عالية، تجرى من تحتها الأنهار، ويدخلكم مساكن طيبة جيدة حسنة لا عيب فيها، ولا خوف عليكم فيها ولا أنتم تحزنون، وهي في جنات عدن لا زوال فيها، ذلك هو الفوز العظيم، نعم هو الفوز العظيم، والربح الكثير، والفضل العميم.
ولكم إلى جانب ما ذكر نعمة أخرى جليلة أنتم تحبونها هي نصر من اللّه على الأعداء وفتح قريب للأقطار والأمصار، وانظر - وفقك اللّه - إلى عاقبة الإيمان الصحيح والجهاد في سبيل اللّه.
يا أيها الذين آمنوا - والخطاب للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم ولأمته - : آمنوا وجاهدوا يكن لكم الثواب الجزيل، وبشرهم يا محمد بذلك، فأنت الصادق المصدق.
يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار اللّه وأعوانا لرسول اللّه، كما كان الحواريون أنصارا لعيسى حين طلب منهم ذلك، وقال لهم : من أنصارى متوجها إلى اللّه ؟ قال الحواريون نحن أنصار نبي اللّه.
ولما لحق عيسى بالرفيق الأعلى آمنت طائفة من بنى إسرائيل، آمنت باللّه الواحد الأحد وبعيسى ابن مريم رسوله إليهم، وكفرت طائفة أخرى حيث ادعت أنه الإله أو ابنه أو هو ثالث ثلاثة، وغلب أهل الباطل على أهل الحق، فلما جاء محمد صلّى اللّه عليه وسلّم أيدنا به الذين آمنوا على عدوهم الكافرين، فأصبحوا ظاهرين عليهم بالحجة والبرهان.