ج ٣، ص : ٦٧٤
العلم، فهو يمشى بها ولا يعلم عنها شيئا، وخص الحمار بالذكر لأنه علم في الجهالة والبلادة، وهذا مثل ينطبق على من لم يعمل بالقرآن وأحكامه، ويعرض عنه.
بئس المثل مثل القوم الذين كذبوا بآيات اللّه، واللّه لا يهدى القوم الظالمين.
وكان اليهود يزعمون أنهم أبناء اللّه وأحباؤه، وأن الآخرة لهم دون سواهم، فنزل في ذلك قل لهم يا محمد : يا أيها الذين هادوا واتبعوا موسى والتوراة إن زعمتم صادقين أنكم أولياء اللّه، وأحباؤه من دون الناس، إن كنتم صادقين في هذا الزعم فتمنوا الموت الذي ينقلكم إلى دار الكرامة فتحظوا بالسعادة التي أعدها لكم ربكم، ولا يتمنونه أبدا بسبب ما قدمته أيديهم من الكفر والمعاصي وتكذيب الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم مع علمهم بصدقه ووصفه في التوراة، وفي حديث أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال لما نزلت هذه الآية « والّذى نفس محمّد بيده لو تمنّوا الموت ما بقي على ظهرها يهودىّ إلّا مات »
وفي هذا إخبار عن الغيب ومعجزة للنبي الكريم.
قل لهم : إن الموت الذي تفرون منه وتخافونه فإنه ملاقيكم حتما « ١ » إذ كل شيء هالك إلا وجهه، ثم تردون أيها اليهود إلى عالم الغيب والشهادة الذي لا تخفى عليه منكم خافية، فينبئكم بما كنتم تعملون ويجازيكم عليه.
بعض أحكام تتعلق بصلاة الجمعة [سورة الجمعة (٦٢) : الآيات ٩ الى ١١]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩) فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠) وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١)
(١) - والفاء التي في خبر إن لتضمن الاسم معنى الشرط باعتبار وصفه بالموصول.