ج ٣، ص : ٦٩٠
إنما أموالكم وأولادكم فتنة وبلاء، ومحنة واختبار قد يترتب عليهم الوقوع في الآثام والشدائد، وكثيرا ما رأينا المال والأولاد يدفعان صاحبهما إلى فعل المهلكات ويحملان بعض الناس على الغرور الكاذب، وارتكاب الآثام والفظائع كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى « ١ » واللّه عنده أجر عظيم، فانظروا إليه ودعوا المال والولد فإنه لن ينفعكم يوم الحساب.
فاتقوا اللّه ما استطعتم، وابذلوا في تقواه جهدكم وطاقتكم، وليكن أحب شيء إلى النفس حب اللّه ورسوله، واسمعوا مواعظه وأوامره سماع قبول، وأطيعوا في كل ما أمر، وأنفقوا مما رزقكم يكن خيرا لكم وأفضل، ولا يكن الولد والأهل مدعاة للجبن والبخل، واعلموا أنه من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون، إن تصرفوا « ٢ » بعض الأموال في سبيل اللّه وابتغاء رضوانه يثبكم على ذلك ثوابا جزيلا ويغفر لكم، واللّه شكور مجاز على الطاعات، حليم في العقاب على المعصية، وهو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم.

_
(١) سورة العلق الآيتان ٦ و٧.
(٢) سماه اللّه قرضا من حيث التزام اللّه ثوابه فهو يشبه القرض من هذه الناحية فيكون استعارة.


الصفحة التالية
Icon