ج ٣، ص : ٧٣٤
الشيء الصلب والنقر عليه بشيء مثله، والمراد الساعة التي تقرع القلوب بهولها والدنيا بدكها وانصداعها. بِالطَّاغِيَةِ أى : بالطغيان والظلم الواقع منهم. صَرْصَرٍ :
شديدة الهبوب في الآذان وشديدة البرودة على الأبدان. عاتِيَةٍ : متجاوزة الحد في العصف والهبوب. حُسُوماً الحسم في اللغة : القطع بالاستئصال. صَرْعى :
مطروحين على الأرض. أَعْجازُ نَخْلٍ : أصولها وجذوعها. خاوِيَةٍ : نخرة فارغة. وَالْمُؤْتَفِكاتُ : المتقلبات، يقال : ائتفكت القرية بأهلها : انقلبت، ومنه الإفك للكذب لأنه يقلب الحقائق. بِالْخاطِئَةِ : بالأفعال الخاطئة.
رابِيَةً : شديدة زائدة في شدتها، من ربا : إذا زاد. طَغَى : ارتفع وتجاوز حده. الْجارِيَةِ : السفينة التي تجرى على الماء. واعِيَةٌ
: حافظة.
المعنى :
الساعة الحاقة، التي تحقق أمور البعث، وتثبتها وهي المحققة الوقوع ما هي ؟ ! وكأن النفس لغرابتها وهولها تتساءل عنها قائلة : ما هي تلك الحاقة « ١ » ؟ ! وما أدراك أيها الإنسان ما الحاقة ؟ « ٢ » أليس عجبا من الإنسان وخاصة المكذبين للبعث لا يدرون ما الحاقة على حقيقتها ثم يكذبون بها!! إن أمر التكذيب بيوم القيامة من قديم الزمان، فقد جاءت رسل كلها تدعو إلى التوحيد وإثبات البعث، فكذبتهم أممهم، وأنكروا البعث فكان جزاؤهم ما قصه القرآن، فاصبر يا محمد على تكذيب قريش للبعث فإن اللّه معك، واحذروا أيها المكذبون عاقبة عملكم، فإنها لن تكون أقل من عاقبة عاد وثمود، ومن ذكر معهم.
كذبت ثمود وعاد - قد مر ذكرهما والكلام عليهما مرارا - بالقارعة التي هي يوم القيامة، فإنها تقرع القلوب بالإفزاع، وتقرع السموات والأرض بالدك والنسف والانشقاق، فهي القارعة بلا شك.
(١) - الحاقة : مبتدأ، وجملة (ما الحاقة) خبر على أن (ما) الاستفهامية خبر مقدم، و(الحاقة) مبتدأ مؤخر، والمقام للإضمار لكنه عدل للإظهار لزيادة التهويل والتفخيم.
(٢) - ما أدراك ؟ مبتدأ وخبر، وجملة (ما الحاقة) سدت مسد المفعول الثاني لأدرى، والكاف مفعولها الأول.