ج ٣، ص : ٧٣٧
واهِيَةٌ : مختلة ضعيفة لا تماسك بين أجزائها. وَالْمَلَكُ أى : الملائكة.
أَرْجائِها : جنباتها، جمع رجا بمعنى الجانب. عَرْشَ رَبِّكَ : هو سرير الملك، أو كناية عن العز والملك والسلطان. خافِيَةٌ أى : حالة خافية كنتم تسترونها عن الناس. كِتابَهُ : صحيفة عمله. بِيَمِينِهِ أى : بيده اليمين، وهي كناية عن اليمن والخير والبركة. هاؤُمُ : خذوا. ظَنَنْتُ أى : تيقنت.
راضِيَةٍ : ذات رضا ويرضى عنها أصحابها. قُطُوفُها دانِيَةٌ : جمع قطف وهو الثمر الذي حان وقت قطافه، والدانية : القريبة التي لا تعب في إحضارها.
فَغُلُّوهُ : ضعوا فيه الغل، أى : ما يكبل به الأسير من القيود والسلاسل.
صَلُّوهُ أى : اجعلوه في جهنم يصلى نارها ويحترق بها. ذَرْعُها : طولها.
حَمِيمٌ : صديق حميم. غِسْلِينٍ : ما يسيل من أهل جهنم من قيح أو صديد أو دم. الْخاطِؤُنَ : الآثمون.
المعنى :
هذا هو وصف ليوم القيامة الموعود به، والذي عبر عنه القرآن أول السورة بقوله :
الحاقة، والذي كذبت به الأمم السابقة، فأهلكها اللّه جزاء تكذيبها، وحذر قريشا أن تسلك مسلكها.
فإذا أراد اللّه أن يعلم الناس بيوم القيامة، نفخ الموكل بالبوق نفخة واحدة، يصعق لها ما في السموات وما في الأرض إلا من شاء اللّه، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا الناس قيام ينظرون الحساب : فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة، وحملت الأرض والجبال واضطربت ورفعت من مكانها وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ فدكتا، أى : الأرض السهلة والجبال المرتفعة دكة واحدة حتى صارت مستوية كأنها كتلة واحدة، فيومئذ تتزلزل الأرض وتمور مورا، وتسير الجبال سيرا وتنسف حتى تصير كثيبا من الرمل مهيلا، يوم إذ يحصل هذا تقع الواقعة وتقوم القيامة، فالسماء وعوالمها عند ذلك يختل نظامها وتتشقق جوانبها فهي يومئذ بالية متداعية لا ترى فيها هذا النظام المحكم الدقيق، أما سكانها من الملائكة فيقفون على جوانبها حين تتصدع، كالبيت إذا انهدم منه جزء انتشر سكانه في أرجائه وجوانبه التي لم تسقط.
ويحمل عرش ربك يومئذ ثمانية فوقهم، وهذا تمثيل لكمال عزته وانفراد جلالته


الصفحة التالية
Icon