ج ٣، ص : ٨٠
٣ - موقف المؤمنين.. من آية ٢٢ إلى آية ٢٥.
٤ - نهاية المعركة.. آية ٢٥.
٥ - نهاية اليهود الذين ظاهروا المشركين.. من آية ٢٦ إلى آية ٢٧.
المعنى :
يا أيها الذين آمنوا باللّه ورسوله اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جاءتكم جنود لا قبل لكم بها، تجمعت لإبادتكم والقضاء عليكم، فأرسل اللّه عليهم ريحا قلعت خيامهم وأثارت خيولهم، وكفأت قدورهم، وأرسل عليهم جنودا من الملائكة لم تروها، وكان اللّه بما تعملون بصيرا وعلى كل شيء قديرا.
رأى اليهود أن القبائل العربية لا طاقة لها بحرب النبي وصحبه متفرقين، فأخذوا يجمعون الجموع ويعقدون الأحلاف، ويحزبون الأحزاب حتى ترمى العرب المشركون الإسلام عن قوس واحدة يضربونه ضربة رجل واحد، فيمحونه من الوجود ويستريحون، وكان حيي بن أخطب وغيره من قادة اليهود يقومون بهذا فألبوا قريشا وغطفان، وبنى مرة، وأشجع وغيرها، وخرجت تلك القبائل بقيادة أبى سفيان لقريش، وعيينة بن حصن لغطفان، والحارث بن عوف على بنى مرة، ومسعر على قبيلة أشجع.
ولما سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم باجتماعهم تشاور هو وصحبه فيما يعملون، فأشار سلمان الفارسي بحفر الخندق حول المدينة مما يلي السهل، وقد اشترك المسلمون على رأسهم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في حفر الخندق بهمة ونشاط، وإذا استعصت عليهم صخرة جاء النبي ففتتها بفأسه صلّى اللّه عليه وسلّم.
ولما فرغ الرسول وصحبه من حفر الخندق وأقبلت قريش ومن معها من قبائل كنانة وأهل تهامة من أسفل الوادي جهة الشرق، وأقبلت أسد وغطفان بمن معها من أهل نجد من أعلى الوادي جهة الغرب حتى نزلوا إلى أحد، خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والمسلمون حتى نزلوا بظهر سلع - جبل المدينة - في ثلاثة آلاف، وضربوا خيامهم، والخندق بينهم وبين المشركين.