ج ٣، ص : ٨٤٩
وكفروا بالبعث، وآذوا رسلهم، أخذهم ربك أخذ عزيز مقتدر، أخذهم ربك بظلمهم وما ربك بظلام للعبيد.
لو نظر العاقل في تلك الآيات يسوقها الحق للاعتبار والاتعاظ لاهتدى إلى سنة اللّه في خلقه، وأنها لا تتحول ولا تتغير، ولكن كفار مكة لم يكن فيهم شيء من ذلك بل كانوا في كفر وتكذيب، وكأن الكفر والتكذيب إطار وهم داخلون فيه لا يتجاوزونه.
واللّه من ورائهم محيط، وهو على كل شيء قدير، فهم لا يعجزونه في الأرض ولا في السماء.
وهل لهؤلاء عذر في تكذيبهم وعدم إيمانهم ؟ لا. بل هو قرآن مجيد : قرآن كريم، قد رفع اللّه قدره، وشرف مكانته، وجعله كاملا في كل شيء، وهو في لوح محفوظ، ولذلك هم في ضلال ولا عذر لهم.
ويقول الشيخ محمد عبده - رحمه اللّه - في تفسيره : واللوح المحفوظ شيء أخبر اللّه به وأنه أودعه كتابه، ولم يعرفنا حقيقته، فعلينا أن نؤمن بأنه شيء موجود، وأن اللّه قد حفظ فيه كتابه إيمانا بالغيب.


الصفحة التالية
Icon