ج ٣، ص : ٨٧١
وجزاء. بِالْحُسْنى : بالخصلة الحسنى. لِلْيُسْرى : للخصلة السهلة التي تنتج خيرا. لِلْعُسْرى : للخصلة المعقدة والفعلة المتعبة التي لا تنتج إلا شرا.
تَرَدَّى : هوى وسقط والمراد نزل إلى قبره. تَلَظَّى أصلها : تتلظى، أى :
تتوهج وتتقد. لا يَصْلاها : لا يحترق بها. إِلَّا الْأَشْقَى : كثير الشقاء.
سَيُجَنَّبُهَا : يبعد عنها. الْأَتْقَى : المبالغ في التقوى. تُجْزى : تستحق الجزاء.
المعنى :
أقسم الحق - تبارك وتعالى - بالليل إذا يغشى هذا الكون بجحافله، لا يفلت منه شيء، والليل الذي يستر الكل بظلامه، ويواريه تحت جنحه فيسكن الكون، ويموت الحي ميتة صغرى، وأقسم بالنهار إذا تجلى وانكشف بطلوع الشمس فانكشف بظهوره كل شيء، ودبت الحياة في الحي، واستيقظ الكل يسعى وراء العيش، بعد طول الهجود والنوم. فسبحانك يا رب جعلت الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وماذا كان الحال لو أن الليل كان دائما أو النهار ؟ ! وأقسم بالذي خلق الزوجين الذكر والأنثى من المنى مع أن الماء واحد، والمكان واحد، ولكنه - جل جلاله - يهب لمن يشاء إناثا، ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما، سبحان اللّه خلق الليل والنهار، والضوء والظلام، والذكر والأنثى، على أن المادة واحدة في الجميع، ثم أقسم بهذا كله على أن سعيكم أيها الناس لمختلف نوعا وجنسا وغاية ونهاية، قل كل يعمل على شاكلته أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
« ١ » ؟ لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ « ٢ ». أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ « ٣ » ؟.
(١) - سورة الجاثية آية ٢١. [.....]
(٢) سورة الحشر آية ٢٠.
(٣) سورة السجدة آية ١٨.