ج ٣، ص : ٨٨
روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد اللّه قال : دخل أبو بكر يستأذن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لأحد منهم - فأذن لأبى بكر فدخل ثم جاء عمر فاستأذن فأذن له، فوجد النبي صلّى اللّه عليه وسلّم جالسا حوله نساؤه واجما ساكنا - قال :
فقال : واللّه لأقولن شيئا أضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال : يا رسول اللّه لو رأيت بنت خارجة تسألنى النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها، فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقال :
« وهن حولي كما ترى يسألننى النفقة » فقام أبو بكر إلى عائشة وعمر إلى حفصة كل يريد أن يجأ عنق ابنته - يضغط على عنقها - قائلا : تسألن الرسول ما ليس عنده ؟ ! فقلن :
واللّه لا نسأله شيئا أبدا ليس عنده، ثم اعتزلهن النبي شهرا أو تسعا وعشرين يوما ثم نزلت عليه هذه الآية يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ - إلى قوله : لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً.
وبدأ النبي يخير نساءه فبدأ بعائشة فقال لها النبي : يا عائشة « إنّى أريد أن أعرض عليك أمرا أحبّ ألّا تعجلي فيه حتّى تستشيرى أبويك » قالت : وما هو يا رسول اللّه فتلا عليها هذه الآيات، قالت : أفيك يا رسول أستشير أبوى! بل أختار اللّه ورسوله والدار الآخرة.
وهكذا فعل مع نسائه، وقال العلماء : إنما أمر النبي عائشة أن تستأمر أبويها وتستشيرهما لمحبته لها، ولعلمه أن والديها لا يشيران بالفراق أبدا، وأما أزواج النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فهن كما ترى، حتى يعرف الناس جميعا أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لم يكن يتزوج للشهوة أبدا.
١ - خديجة بنت خويلد أول من تزوج من النساء تزوجها بمكة ومكثت معه بعد النبوة سبع سنين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، وهي أول من آمن من النساء، وكان لها فضل وعقل وبصر بالحياة، وكانت لها مكانتها في قريش.
٢ - سودة بنت زمعة بنت عبد شمس العامرية دخل بها بمكة وتوفيت بالمدينة.
٣ - عائشة بنت أبى بكر، الصديقة بنت الصديق، حبيبة رسول اللّه وبنت حبيبه، ولها مكانتها في العلم والسبق في الدين « خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء » حديث شريف، ولم يتزوج النبي بكرا غيرها.
٤ - حفصة بنت عمر بن الخطاب القرشية تزوجها رسول اللّه ثم طلقها فأتاه جبريل فقال : إن اللّه يأمرك أن تراجع حفصة فإنها صوامة قوامة.


الصفحة التالية
Icon