ج ٣، ص : ٩٠٧
يحترمونهم، ويكرمونهم، ويعاملونهم معاملة حسنة، بذلك زادت منافعهم، واتسعت تجارتهم وكثر ربحهم، وعقدوا المعاهدات والمحالفات التجارية مع جيرانهم.
وخلاصة معنى السورة :
إن كانت قريش « هم أولاد النضر بن كنانة » لا يعبدون ربهم لسبب من الأسباب فليعبدوا رب هذا البيت لأنه آلفهم رحلة الشتاء والصيف للتجارة وكسب الرزق، وكانوا بذلك أغنياء آمنين ينتقلون حيث شاءوا، بفضل اللّه الذي جعلهم جيران بيته وخدم حجاجه لْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ
وللّه وحده المنة والفضل على أهل مكة حيث نجّى البيت من أبرهة لتظل لهم مكانتهم وتجارتهم مع جيرانهم، فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم بعد جوع وفقر، وآمنهم بعد خوف وذل.
فاللّه - سبحانه وتعالى - الذي وسع لهم في الرزق، ومهد لهم سبيل الأمن، وأعطاهم القبول عند الناس لأنهم أهل بيته وخدم حجاجه، فاستطاعوا بذلك أن يجدوا قوتهم ويأمنوا على أنفسهم وتجارتهم، وإذا كان اللّه هو صاحب الفضل في ذلك كله فليعبدوه وحده دون سواه لأنه أطعمهم بدل جوع شديد، وآمنهم بدل خوف كثير.