ج ٣، ص : ٩٠٩
فمن باب أولى لا يطعم هو، وانظر إلى علامة المكذب بيوم الدين التي ذكرها القرآن :
منع الحقوق وإيذاء الضعفاء، والبخل الشديد على المستحقين، إذا عرفت ذلك فويل وهلاك للمصلين الذين هم عن صلاتهم غافلون، الذين يصلون صلاتهم بدون خشوع وخضوع، وبدون استحضار قلبي لعظمة اللّه، وبدون تدبر لمعانى ما يقرءون، صلاة لا يشعر صاحبها أنه بين يدي الخالق فتراه يسبح بفكره ويسرح طرفه ويتحرك ويعبث بأطرافه ولا يعرف عدد ما يصلى، تلك صلاة بعض الناس الذين يكذبون بيوم الدين وهي بلا شك لا تنهى عن الفحشاء والمنكر، وقد سها أصحابها عن ذكر اللّه وهم لذلك يراءون الناس ويذكرونهم ويفعلون لهم ولا يفعلون للّه، وهم لشدة الشح وكثرة البخل يمنعون الماعون! أرأيت من يكذب بالدين ؟ هو الذي يشتد على اليتيم، ولا يعطى حقوق المساكين وهو غافل عن صلاته مراء للناس في عمله، ومانع خيره عن غيره، فالويل ثم الويل لهؤلاء، إن صاموا وإن صلوا.