ج ٣، ص : ٩١٧
هلك أبو لهب وخسر خسرانا شديدا، وهذا دعاء عليه، وقد هلك وخسر بالفعل بدليل قوله تعالى ثانيا : وَتَبَّ ما أغنى عن أبى لهب ماله، ولا نفعه كسبه وعمله، ولم ينفعه شيء من ذلك في تثبيط دعوة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وقد كان أبو لهب عم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم واسمه عبد العزى، وكان من ألد أعدائه، يسير وراء النبي فإذا قال شيئا كذبه، ولهذا ذكر اللّه جزاءه فقال : سيصلى نارا لا يعرف قدرها ولا وصفها إلا خالقها، نارا ذات لهب، سيصلى هو وامرأته أذم حمالة الحطب.
روى أنها كانت تضع الشوك في طريق رسول اللّه بعد جمعه لهذا السبب، وقيل : إنها كانت تسعى جاهدة في إيقاع العداوة بين النبي والناس، وتحمل حطب نار الفتنة، وتوقد بينهم نار العداوة، وقد زاد سبحانه في تبشيع صورتها بقوله : في جيدها حبل من مسد، وقد كان لها قلادة حلفت لتبيعنها في الإنفاق ضد رسول اللّه، فأعقبها اللّه بدلها حبلا في جيدها : حبلا محكما ليوضع في عنقها، وهي في نار جهنم، وقيل : إن المعنى على تحقيرها وتصويرها بصورة الحاطبات الممتهنات إذلالا لكبريائها هي وزوجها.


الصفحة التالية
Icon