ج ٣، ص : ٩٢٢
اليهود، ليشككوا الناس في النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وليلصقوا به السحر، مع أن اللّه يقول : وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ « ١ » إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ « ٢ ».
قل لهم يا محمد : إنى أعوذ برب الكائنات كلها، التي تنشأ عن فلق الأرض أو السماء، أعوذ به وأستجير من كل شر وأذى يصيبني في نفسي وأهلى أو دعوتي وصحبي وأعوذ بك من شر الليل إذا غسق. وغشى كل كائن ووقب، فإن ظلامه ستار لكل معتد أثيم، وأعوذ بك من النفاثات في العقد التي يعقدونها، كما ورد ذلك سابقا، ولكن الأولى أن يكون المعنى : أعوذ بك من شر النمامين المقطعين لروابط المحبة، وعلى ذلك فالنفاثة تاؤه للمبالغة لا للتأنيث - هو الساعى بالنميمة الذي يعمل فكره في إيقاع المكروه بالمحسود، وهو يعمل جاهدا على ذلك، ولا سبيل لإرضائه، فلم يكن إلا أن نتوجه إلى اللّه أن يقينا شره، ويحفظنا من سوئه، وهو على كل شيء قدير.
(١) - سورة المائدة آية ٦٧.
(٢) - سورة الحجر آية ٩٥.