لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٢٤٢
قوله جل ذكره : وَ اذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً.
بقلبك ولسانك فى جميع أوقاتك.
وَ سَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكارِ.
فى الصلاة الدائبة.
قوله جل ذكره :
[سورة آل عمران (٣) : آية ٤٢]
وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ (٤٢)
يجوز أن يكون هذا ابتداء خطاب من الملائكة على مريم من قبلهم رفعا بشأنها، ويجوز أن تكون قد سمعت كلامهم وشاهدتهم، ويجوز أنها لم تشاهدهم وأنهم هتفوا بها : إن اللّه اصطفاك بتفضيلك، وإفرادك من أشكالك وأندادك، وطهّرك من الفحشاء والمعاصي بجميل العصمة، وعن مباشرة الخلق «١»، واصطفاك على نساء العالمين فى وقتك.
وفائدة تكرار «٢» ذكر الاصطفاء : الأول اصطفاك بالكرامة والمنزلة وعلو الحالة والثاني اصطفاك بأن حملت بعيسى عليه السّلام من غير أب، ولم تشبهك امرأة - ولن تشبهك - إلى يوم القيامة، ولذلك قال «عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ».
قوله جل ذكره :
[سورة آل عمران (٣) : آية ٤٣]
يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)
لازمى بساط العبادة، وداومى على الطاعة، ولا تقصّرى فى استدامة الخدمة، فكما أفردك الحقّ بمقامك، كونى فى عبادته أو حد زمانك.
قوله جل ذكره :
[سورة آل عمران (٣) : آية ٤٤]
ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٤٤)
(١) ربما يقصد القشيري من ذلك أنه أبعدها عن أن يباشرها الزوج شأن نساء العالمين.
(٢) لاحظ كيف يلتمس القشيري معنى متجددا لكلمة تتكرر بلفظها - لأنه لا يرى أن فى القرآن تكرارا إلا لداع متجدد.