لطائف الإشارات، ج ١، ص : ٢٥٠
فأهل الكتاب يريدون بالمؤمنين أن يزيغوا عن الحق، ولكن أبى اللّه إلا أن يتم نوره، وأن يعود إليهم وبال فعلهم.
قوله جل ذكره :
[سورة آل عمران (٣) : آية ٧٠]
يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (٧٠)
قبل «١» بعثه - صلّى اللّه عليه وسلّم - على صحة نبوته «٢»، فما الذي يحملكم على غيكم حتى جحدتم ما علمتم؟
قوله جل ذكره :
[سورة آل عمران (٣) : آية ٧١]
يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَ تَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٧١)
تكتمون الحق فى شأن محمد عليه السّلام وأنتم تعلمون أنه النبي الصادق، وهل هذا إلا حكم الخذلان وقضية الحرمان، ثم أخبر أنّ منهم من ينافق فى حالته، فيريد أن يدفع عنه أذى المسلمين، ولا يخالف إخوانه من الكافرين، فتواصوا فيما بينهم بموافقة الرسول عليه السّلام والمسلمين جهرا، والخلوص فى عقائدهم الفاسدة بعضهم مع بعض سرّا.
قوله جل ذكره :
[سورة آل عمران (٣) : الآيات ٧٢ الى ٧٣]
وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَ اكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٧٢) وَ لا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٧٣)
فبين اللّه سبحانه أن نفاقهم كشف للمسلمين، وأن ذلك لا ينفعهم أمّا فى الدنيا فلإطلاع اللّه نبيّه عليه السّلام والمؤمنين - عليه، وأمّا فى الآخرة فلفقد إخلاصهم فيه.
قوله جل ذكره : وَ لا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ الآية.

_
(١) فى ص (قيل) وهى خطأ في النسخ، ويكون المعنى أنتم - يا أهل الكتاب - تشهدون قبل بعثه على صحة نبوته...
(٢) فى ص (نبوية) وهى خطأ فى النسخ.


الصفحة التالية
Icon